الإنسان الناجح محترف، من أجل تعزيز فرص النجاح ينبغي العمل على رفع مستوى الحرفية والمهنية

قدر الأمور بقدر القيمة التي تضيفها

    يمتلك المدراء والقادة المحترفون ملكة وزن الأمور بميزان القيمة التي تضيفها added value .  بحيث يتمكنون من إجراء مفاضلات ناجحة، عندما يواجهون حالة تتطلب إختيار.

   حسن الإختيار من أهم عوامل التوفيق للمدراء.

    في حياتنا المهنية اليومية نقوم بالكثير من الأعمال والنشاطات والمهام دون التمييز فيما بينها،  فلا نمنحها الوقت والأولوية حسب أي مقياس، وهذا خطأ كبير ينجم عنه الكثير من الهدر في الوقت والجهد والمال، كما ينجم عنه لغط كبير. 

    يجب أن نفاضل بين المهام المطلوب منا تنفيذها.  وأفضل طريقة للمفاضلة هو تصنيفها حسب القيمة التي تضيفها إلى الجهود المكرسة لتحقيق أهداف المؤسسة.  فتدمغ المهام التي تضيف قيمة كبيرة بأنها " كبيرة الأهمية " ، بينما تصنف المهام التي تضيف  قيمة قليلة كمهام " قليلة الأهمية "، وتلك التي لا تضيف قيمة تصنف كمهام أو نشاطات " عديمة القيمة ".

   تعامل النشاطات والأعمال والمهام بناءاً على هذه التصنيفات، فتعطى أولوية التنفيذ بناء على ذلك، كما تمنح الوقت والجهد الذي يتناسب مع تصنيفها.  كما تبنى قرارات على هذا التصنيف، بأن نسلك طريق معين أو لا نسلك.

    ينبغي للإداري الناجح المحترف أن يتدرب على تقدير القيمة المضافة لكل عمل ونشاط يُفترض به تنفيذه، بحيث يتحول ذلك إلى ملكة ومهارة.  كما ينبغي للمدير المحترف أن ينتهج المفاضلة بين النشاطات والأعمال عند القيام بها أو عند تكليف أحد بأحدها.

    مع الممارسة يدرك المدير أن ميزان القيمة المفترض ليس ميزاناً جامداً، إنما هو ميزان مرن، مما يجعل بعض المهام تأخذ مكانة أعلى بسبب عوامل أخرى مثل الإستعجال، فالمهام المستعجلة urgent   تعطى أولوية عالية في العادة.

    أن إعتياد نهج وزن الأعمال والمهام وحتى وزن الأشخاص وكافة الموارد والفرص المتاحة بميزان القيمة التي تقدمها على المديين القريب والبعيد، يتحول تدريجياً إلى رياضة عقلية تجعل ممن يمتلكها صانع قرارات متمكن عالي الحرفية.  ليكن ذلك أنت.