وقر المنصب
 
 


تحدثنا في مقالين سابقين عن وسائل " كسب " المدير والقائد لإقتناع أعضاء فريقه به؛ تحدثنا في الأول عن سلطة المعرفة، وهي السلطة المستمدة من التعليم  والخبرات العملية التي يمتلكها المدير،  وفي الثاني تحدثنا عن الإنتداب الشعبي، وهي السلطة المستمدة من قناعة العاملين بأهلية مديرهم لأسباب تتعلق بشخصيته وقدراته. وفي هذا المقال نتحدث عن وقر المنصب، أي هيبة الموقع الإداري، وهيبة الرتبة وهيبة الصلاحيات التي يمتلكها المتبوئ لهذا المنصب.

والحقيقة أن للمنصب .. وللكرسي تأثير لا يستهان بهما.  وهذا التأثير يظهر على الرئيس والمرؤوس، أي يساهم في تشكيل شخصية جديدة للرئيس نفسه، بالقدر الذي يُخضع المرؤوس لسلطة الرئيس.

في واقعنا اليومي كثيراً ما نتفاجئ من التغيير الذي يطرأ على قدرات وأساليب شخص تبوأ موقعاًَ إدارياً متقدماً، وكان يُشك في إمكانية نجاحه.  فتظهر لديه مواهب وقدرات لم تكن معروفة عنه، ويظهر لديه فلسفات ومعتقدات لم تكن طافية على السطح، او لم تكن معروفة.  كما تتعمق ثقته بنفسه ويتحسن مظهره، ويكتسب خصائص جديدة.

المنصب يغير، إيجاباً .. نعم.  ولكن أحياناً يغير سلباً، فينجم عن التغيير إنسان مسخ، لا نريد أن نتحدث عنه في هذه العجالة.  ولكن حقيقة أن هناك تغيير حتمي، وأن هناك قوى تغيير ستعمل حال إطلاقها من محبسها، يجب أن تكون متوقعة.  هذه التغييرات الحتمية يجب أن يُحسب حسابها عند إجراء تغييرات إدارية وتنظيمية.  كما يجب أن لا نتفاجئ بها.

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم   
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)    
التعليق  
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter