" شعرة معاوية "
عُرف معاوية بن أبي سفيان بالحلم، أي قدرته على إستيعاب المواقف المزعجة وتحمل المتسببين بها. كما عُرف بالمرونة، وكان يقول لو أن بيني وبين الناس شعرة لما إنقطعت، وكان العرب يثمنون هذه القيمة العظيمة، وهي صفة تليق بمدرائنا وقادتنا.
وفي زمن يتحول العالم فيه إلى مايسمى بالإدارة الرحيمة
compassionate management
ينبغي علينا أن نعتني بهذه القيمة ونعمل على إشاعتها في أوساط المدراء من مختلف المراتب والمواقع.
هذه القيمة لا تنقص من مكانة وهيبة المدير، كما لا تؤثر على أداءه ونتائجه. إنها قيمة تليق بالقادة بقدر ما تليق بالشباب الطموح الذي يسعى لبناء مسيرة مهنية
career
ناجحة.
صحيح أن الإتصاف بالحلم يأتي مع مذاق مر، فقد وصفه أحد المتصفين بهذه الصفة بالذل، فالحليم يتنازل عن الكثيرويعاني بسبب ذلك، ولكنه يكسب إحترام وحب الآخرين، وعلى المدى البعيد هو الرابح.
يتوجب على مدرائنا الإتصاف بالمرونة والتعامل مع موظفيهم على أُسس تحافظ على ديمومة العلاقة الإنسانية دون الإضرار بالأداء العام مما يعمق إنتمائهم ويحسن من نوعياتهم ويرتقي بهم إلى مستويات مهنية أعلى.