يقصد بالإنتداب الشعبي حصول القائد على شرعية مستمدة من إقتناع الجمهور بقدراته وشخصه ونمط عمله. وهذا يعطي القائد والمدير سلطات إضافية قد تفوق بأهميتها الإنتداب الذي حصل عليه بقرار التعيين. وهذا ينطبق على الشركات والمؤسسات مثل ما ينطبق على قيادة الدول وإدارة الحكومات.
فإقتناع العاملين في مؤسسة أو في فرع من مؤسسة بأهلية مديرهم للمنصب الذي يتبوأ، يجعل عمله أسلس وأكثر تأثيراَ. فيصبح أكثر إقناعاً، كما تصبح قدرته على وضع الحلول أكبر. وتبعث هذه الحالة الطمأنينة في نفوس أعضاء الفريق منبعها وجود قائد يمكن أن يكون المرجعية والسند والملاذ.
وتتحقق الإنتداب بطريقة ضمنية وبالتدريج ، إذ لا يوجد إختبار أو أسس أو إطار زمني لكل ذلك، وإنما يتحقق ذلك لدى المدير الجديد من قبل مرؤوسيه عندما " يختبروه " ويحكموا عليه من خلال تعامله مع المشاكل اليومية ومن خلال كيفية تعاطيه مع الأزمات . ويظهر ذلك بالأوجه التالية:
o
مقدار مخزونه من الخبرات الفنية والمهنية المتعلقة بنشاط المؤسسة الأساسي.
o
مدى تفهمه للنفس البشرية وتقديره لإحتياجات الآخرين وحقوقهم ، وقدرته على:
ü
تحفيزهم
ü
تفجير طاقاتهم الكامنة
o
الطريقة التي يتعامل بها مع الناس وإبداء الإحترام لهم والإنصات الجيد وإستخدام مفردات ولغة جسد لائقة
o
إمتلاك ثقافة عامة جيدة
o
تبني مواقف وقيم وعادات إيجابية مثل؛ العدل والإهتمام والإتساق. وكذلك رعاية الصغير وإحترام الكبير إلخ.. وتبني مبادئ تشكل خطوط حمراء، مثل " عدم المساس بكرامة العاملين " و " عدم محاربة العاملين بأرزاقهم "
هذا القائد أو المدير يتمتع بصلاحية لا يتضمنها مرسوم تعيين وهي " المونة "، حسب المفردة العامية. هو القائد الذي لا يكرهه الموظفون المعاقبون لأنهم منصفون، وإذا إتخذوا موقف فسرعان ما يتلاشى.