" كم شاهدٍ لك لا ينطق "
هذا مثل عربي قديم يتحدث عن إمكانية أن يكون هناك مصدر للمعلومات من غير البشر. وهذا يدخلنا في مجال الحصول على المعلومات وجمع البيانات
data collection
وهي عملية متكررة طالما هناك عمل وحراك وأداء، وهي عملية مهمة جداً للمضطلعين بأعمال إدارية.
إن عملية الحصول على المعلومات تتطلب وجود قنوات وآليات لإيصالها وهيمنة ثقافة إيجابية في أوساط العاملين تضمن عدم الميل لإخفاءها، كما تضمن دقتها وحسن توقيتها. وهنا لا نتكلم عن مصادر للمعلومات حتى لا نزكي التوجه الذي يتبعه بعض المدراء القائم على تشكيل شبكة من المخبرين
.
فمصادر المعلومات تشمل الجميع، جميع الذين يصنعون المعلومة أو يشهدون على حدوثها. كما أن مصادر المعلومات قد تكون دلائل ومؤشرات أو قراءة ما بين السطور تجعل الشخص المعني يستنبط ويتوقع وبالتالي يبني قرارات على أساسها. وهذه " شاهد لا ينطق " كما ورد في المثل العربي القديم. وهذا النوع من الشهود ينبغي الإكثار منهم، بالتمرس على التعرف عليهم وتوظيفهم وإستنطاقهم.
المعلومات سلاح مهم، وتصبح أكثر تأثيراً بدقتها وشموليتها وحسن توقيتها، كما أن عملية الحصول على المعلومات تصبح كلفة لا معنى لها إذا ما أصبحت غاية في حد ذاتها. فإذا لم يُتبع هذا الجهد بعملية تحليل للبيانات
data analysis
، وإذا لم تُبنى على ذلك قرارات توضع موضع تنفيذ، فإن العملية تصبع مضيعة للجهد والمال والوقت.