من اهم ما ينبغي توفره في المدير والقائد المعرفة المبنية على الخبرات المتراكمة والعلوم المكتسبة بالتحصيل العلمي والدراسة، فهذا يمنح المدير المتبوئ لموقع قيادي سلاحاً هاماً وفعالاً يسهل عليه عمله اليومي ويرفع من سوية أداءه.
قليل من الناس يستمتعون بكونهم يُقادون، كما أن أكثر الناس أصبحوا يمتلكون درجة جيدة من الثقافة العامة ويحملون شهادات جامعية. وبالتالي فغالباً ما يشعرون بحالة من عدم الإرتياح عندما تمارس عليهم السلطة، سلطة المدير.
في الحقيقة أن إحساس المرؤوس بأن رئيسه يملك الخبرات والمعارف والثقافة الكافية لوضعه بالمنصب الذي يتبوأه، تنمح هذا الرئيس ثقة المرؤوس. أي إعترافه بأحقيته بالمنصب وحقه بالرئاسة وإعطاء التعليمات وإصدار الأحكام. وهذا، وإن بدا مستغرباً، ضروري.
فهناك فرق كبير بين أداء مدير لا يقتنع بأهليته مرؤوسوه، وآخر يثير إعجابهم. فهناك فرق في النتائج، كما أن هناك فرق في كيفية سير العمل. وينعكس ذلك كله على جو العمل وثقافة المؤسسة.
الخبرة والمعرفة تمنح من يمتلكها سلطة إضافية مضافة إلى السلطة الناجمة عن المركز. فالذي يحتل موقع قيادي ينظر إليه أعضاء فريقه متوقعين منه أن يكون المرجع والملاذ لحل مشاكلهم وإعطائهم التوجيهات والتعامل بإقتدار في وقت الأزمات. من أجل ذلك كله على كل من يطمح بإن يتبوأ موقعاً قيادياً يوماً ما أن يراكم المعارف والخبرات منذ يومه الأول كموظف، ولا يضيع فرصة لرفع مخزونه المعرفي، من خلال:
·
القراءة
·
الإستفادة من تجارب العمل في محيطه
·
الإستعلام من الآخرين
·
السعي للحصول على المعلومات
·
الإقتداء ببعض المدراء الناجحين
إن هذا المدير الذي يمتلك سلاح المعرفة والتجارب ويمتلك إجابات على أسئلة مرؤوسيه ويتمتع بثقتهم ويسهل عليه توجيههم والإستفادة من طاقاتهم.
من جهة أخرى يجب أن لا يعد جهل المدير بموضوعٍ ما نقيصة، كما يجب أن لا ينغص عليه ذلك ويسعى إلى إخفاءه، فهذا طبيعي، إذ لا يمكن لشخص أن يلم بجميع أنواع المعارف. كما أن المدير والقائد المجرب والخبير والعارف يستطيع أن يلتف حول جهله بموضوع بدون زيف، كما يستطيع تفهمه بسهولة.