هذا ليس مقالاً مترجماً، كما أنه ليس مقتبساً.
ولكن العبارة التي إستعرناها كعنوان تنسب إلى مؤرخ روماني إسمه سترابو، كان قد رافق القائد الروماني جاليوس، الذي قاد جيشاً رومانياً في المحاولة الوحيدة للسيطرة على الجزيرة العربية من قبل الرومان في القرن الميلادي الأول والتي منيت بالفشل.
الإخفاق جزء من واقعنا اليومي، الإخفاق يؤدي إلى النجاح. يتكرر حدوث الإخفاق لدى الذين يتبنون أهداف فيها تحدي. كما يتكرر لدى الذين يسعوم وراء خيارات إبداعية. لذلك ينبغي أن نعتبر أن عدم القدرة على التوصل إلى النتائج الموضوعة ليس نهاية العالم، وأن لا نغرق في الحزن والإحساس بالأسف بينما يتسع الجرح ويزداد النزيف. الإخفاق ليس عيباً.
العيب في تكرار الخطأ، وعدم الإفادة من الإخفاق.
تحتاج المؤسسات الإقتصادية والجماعات البشرية، وكذلك الجيوش والحركات السياسية إلى جهد إداري وقدرات قيادية أكثر في حال الفشل والتراجع وتدني الأداء والنتائج وفي حال الأزمات، يحتاجوا إلى ذلك أكثر من حالات الإزدهار والأداء العالي السلس.
في حال الفشل تنضب الموارد وتتراجع أعداد المؤيدين ويشح عنصر الوقت فتصبح الإدارة في وضعٍ صعبٍ وحرج، وتصبح الحاجة إلى الحصول على بعض النتائج الإيجابية أمراً ملحاً.
المطلوب في هذه الظروف؛
·
إيقاف النزيف على الفور ومنع إتساع رقعة الخسارة.
·
خلق أرضية صلبة لإمكانية إعادة المحاولة.
·
ضمان عدم التقصير في جوانب ومجالات أخرى أثناء التعامل مع الوضع.
وهذا يتحقق من خلال:
·
الحفاظ على الإتزان والروح المعنوية
·
الحفاظ على الموارد المتاحة ومنع حدوث تشتيت لها
·
تشخيص الحالة وإستنباط الدروس بدقة وبسرعة
·
تبني حل إبداعي وسريع.
وبعد إعادة الوضع على ما كان، ينبغي
·
إستثمار الأزمة والعمل على الخروج بمؤسسة أقوى.
·
خلق ضمانات لعدم تكرارها.
إن العمل على إنقاذ جزء مما كان من المفروض أن يعد من الخسائر يعتبر تحدياً إدارياً عظيماً. بالإمكان، على الدوام، إحتواء وتقليص الخسائر الناجمة عن الإخفاق. لذلك ينبغي تحديد الأولويات بدقة، فلا يضيع وقت في تراشق اللوم وندب الحظوظ
.
نديم أسـعد