قال إبن خلدون منذ سبعة قرون
أن الإنسان إجتماعي بطبعه. وهذا لا يمنع أن يميل الكثير من بيننا إلى التقوقع والإنعزال وتفضيل العمل المنفرد، سواء على الصعيد الإجتماعي أم على الصعيد المهني.
هل يود أحدنا أن يُعرف بين جيرانه بأنه " الجار الذي يسكن الشقة 7 "، أو أن يعرف بين زملاءه على أنه " الزميل الذي يعمل في المستودعات " أو أنه " مدير العمليات ".
إن إقامة علاقات قائمة على الصداقة والزمالة وحسن الجوار نهج صحي وطبيعي ينبغي إتباعه بإتزان مع التدقيق في إختيار من يمكن أن ترتقي العلاقة معه إلى درجة متقدمة، لتصبح صداقة بمعنى الكلمة.
ينصح الشباب عادة بإقامة علاقات تضيف قيمة. وهذا مدخل منطقي لقياس ووزن العلاقات المراد إقامتها. هذه العلاقات يجب أن تضيف قيمة، وهذه ليست دعوة لإقامة علاقات على أُسس مصلحية مجردة، ولكن لخلق علاقات مفيدة لأطراف العلاقة وللعلاقة نفسها وللإطار العام الذي يجمع أصحاب العلاقة، الذي قد يكون المجتمع وقد يكون المؤسسة التي يعمل بها أصحاب العلاقة المتزاملون.
العلاقة يجب أن تضيف قيمة تعليمية ترفع مهارات وتوسع معارف أصحابها. العلاقة يجب أن تقوم على الصدق، صدق المعلومة وصدق النصيحة. العلاقة يجب أن لا تكون عبئاً على بعض أو جميع أطراف العلاقة، والعبء قد يكون إجتماعياً أو مهنياً.
الشباب المقبلون على الحياة بحاجة إلى علاقات، وبحاجة إلى أنتماء، وعليهم أن يحسنوا إختيار أصدقائهم، بأن يزنوا ذلك بحكمة وعقلانية. كثيراً ما تعتمد مسيرة شاب على صحبته، سواء في الدراسة أو في العمل.
نديم أسعد