كثيراً ما يواجه المرء حالة يود لو يستطيع فيها إجراء تغييرات خارج مجال صلاحياته، في شركة شقيقة، في قسم آخر في القطاع التنموي الذي تنتمي إليه مؤسسته.
بل كثيراً ما يطمح المرء إلى التأثير على مديره، وهنا يهرع بعض الباحثين الإداريين إلى توجيه سؤال مثير للشهية: كيف تدير مديرك؟.
في جميع الأحوال ينبغي للإنسان ، الذي يملك الطموح ولديه رسالة وفلسفة في الحياة ، بما في ذلك حياته المهنية، أن يكون له تأثير وأن يسعى لأن يترك أثراً وأن يحدث تغييراً حيثما خطا وعمل، وحيثما أحب أن يرى تحسناً وإرتقاءاً.
وهذا يتطلب، إضافة إلى الرغبة المتمثلة بوجود التوجه، توفر القدرة، المتمثلة بإمتلاك المهارات والأدوات والأساليب. إضافة إلى التخلق بمزايا حميدة تجعل الآخرين يميلون إليك ولا يسيؤون فهمك عندما " تتدخل " في شؤونهم.
كما يتطلب ، على صعيد المؤسسة، إزالة الحواجز بجميع أنواعها، التنظيمية والجغرافية والمهنية. كما يتطلب أن لا يقيم المرء نفسه حواجزه الخاصة ويتقوقع مما يبعده عن الآخرين مما يدفعهم إلى التقوقع بدورهم.
السعي إلى التأثير حيث لا توجد سلطة لك، واجب. وعدم التدخل يعد موقف سلبي. قد يعتقد أن هذا التوجه يشجع الفوضى، هذا يمكن أن يصبح صحيحاً إذا ما كانت الدوافع غير نبيلة، وإذا ما كان الأسلوب فجاً والتوقيت سيئاً.
بإعتقادي أن زمن السلبية ولى، وكذلك مبدأ " لكم دينكم ولي دين " في زمن لا نستطيع إلا أن نرى الأمة حُشرت في قاربٍ واحد وعلى جميع ركاب هذا القارب أن يعملوا على إبقاءه طافياً.