لا أدري إذا ما كانت هذه الإستعارة جائزة أم لا. فحالة التردي وصلت بالأمة إلى أن تم إستنضاب قدرات ومضامين حركاتها الثورية التقليدية. وهؤلاء إصطفوا وراء رفيق السبعينات القذافي، من الجزائر وسوريا جاء الدعم الصامت على شكل مقاتلين وطيارين، وكذلك البوليساريو أرسلت من يقاتل مع القذافي ضد شعبه.
وحتى السلطة الفلسطينية لم تلتزم الصمت بل طلبت من الفلسطينيين المقيمين في ليبيا إلتزام الحياد، وكأن هذا الصراع إنقلاب عسكري في إحدى جمهوريات الموز.
هل يعتقد هؤلاء الثوار السابقون أن في القذافي بقية ثورية، أم أنهم يعون تماماً أنه تغير مثل ما تغيروا هم أيضاً وأن الدور عليهم.
قريباً ستتخلى جميع الأنظمة عن سلبيتها، وسيدافع النظام السعودي عن نفسه على الأرض اليمنية، مثلما يدافع النظام الجزائري عن نفسه على الأرض الليبية. فهل سيدعو ذلك إلى تحرك الأنظمة الثورية الوليدة، بالمقابل، لدعم الحركات الثورية ومساعدتها على سرعة حسم قضاياها، مثلما يدعو البعض مصر للتدخل في ليبيا. إن حصل هذا فستنشب حروب عربية عربية تنفتح على جميع الإحتمالات، أي فصل من تاريخنا دخلنا..؟