قلما نجد شخص او جماعة أو أمة عاجزين عن الإبداع، ولكن المجتمعات تتراوح في قدراتها وتوجهاتها فيما يتعلق بتقدير الإبداع وتشجيعه وإستثمار نتاجه. فتتراوح القدرة على تمييز الأبداع بين الشعوب، تتفوق المجتمعات المتقدمة في ذلك، بينما تتراجع هذه القدرة في زمن التخلف وتظهر بوضوح في أوساط المجتمعات المتخلفة. تنمية هذه القدرة تصبح ضرورة ملحة من أجل تشجيع الإبداع والمبدعين.
في زمن الإبداع تحث قوى المجتمع وفعالياته على الإبداع وتهيء لحدوثه بدلاً من إنتظار الصدفة لحدوثه.. وإذا حدث بالصدفة فإنه يُنمى ويطور ويستثمر فلا يضيع.
في زمن التخلف تسود العديد من الثقافات والممارسات السلبية التي تحد من الإبداع وتئده في مهده، منها:
التحاسد والشللية والتنافس الشديد والفئوية والأنانية والخوف من التغيير وثقافة التمسك بالمألوف والميل إلى سرقة جهد الآخرين وسوء الإستماع.
بينما هناك عدد من الثقافات التي، بتفشيها ينمو اِلإبداع ويزدهر، ومن بينها:
روح العمل الجماعي والتعاون ونكران الذات وحسن الإستماع والتشجيع وعدم الخوف من الإخفاق.
ينبغي العمل على الحد من نمو الثقافات السلبية وتشجيع الثقافات الإيجابية من خلال برامج توعية وتوجيه في مصانعنا ومدارسنا وبيوتنا. لا تنقصنا القدرة على الإبداع ولكنا نفتقد المجتمع الحاضن، الذي يشجع عليه ويدعمه ويستثمره.
نديم أسـعد