الب أرسلان
 
 



ألب أرسلان، ابو شجاع محمد السلجوقي وإسمه يعني بالتركية الاسد الشجاع وهو رابع حكام السلاجقة الذين قدموا الى غرب آسيا من اواسط آسيا على شكل هجرات متتابعة إعتنقوا في مسيرهم الإسلام وأسسوا دولتهم في خوارزم وسرعان ما توسعت وشملت العراق والشام زفارس والحجاز والقفقاس.  وفي العام 1063 توفي عمه طغرلبك وتولى الحكم بعده. قام ألب أرسلان بإستعادة حلب ومكة والمدينة ، كما مد سيطرة الدولة على فارس من خلال إخضاع الثورات فيها .  وتبقى أهم إنجازاته إنتصاره في معركة ملاذكرت.   

تعتبر معركة ملاذكرد من المعارك الفاصلة في التاريخ ، ليس بين السلاجقة والروم ، بل بين الشرق والغرب .  فقد قاد ألب أرسلان جيشه المكون من خمسة عشر ألف مقاتل ضد رومانوس  الذي كان يقود جيشاً يتكون من مائتي ألف مقاتل .  وقد إلتقى الجيشان بالقرب من المدينة الأرمنية التي تحمل الإسم نفسه وتقع شمال بحيرة وان .  حيث إستطاع ألب أرسلان من تعطيل قدرة خيالة الروم المدرعة والإستفادة من

خفة خيالته المعروفة بسرعة حركتها .  بحيث تمزق الجيش البيزنطي وجرح الإمبراطور نفسه وإيقاعه في الأسر .  وكان رومانوس الرابع يهدف إلى إستعادة ملاذكرد وقلعة خلاط

المجاورة لها ، قبل قدوم السلاجقة .  وقد تضمن الجيش البيزنطي قوات فرنجية ونورماندية وبلغارية وأرمنية. 

ويذكر إبن الأثير أن ألب أرسلان كان في أذربيجان عندما بلغه تحرك أرمانوس على رأس جيشه ، فأرسل زوجته ، التي كانت بصحبته ، مع وزيره نظام الملك إلى همذان ، وسار بما توفر معه من جنود وكان عددهم خمسة عشر الفاً .  " ولم يتمكن من جمع العساكر لبعدها وقرب العدو " .  إشتبكت مقدمة ألب أرسلان مع قوة بيزنطية وإنتصرت عليها .  مما شجع ألب أرسلان على مفاوضة رومانوس على هدنة ، فكان رد رومانوس ، لا هدنة قبل الري .  فإنزعج ألب أرسلان ، ولكن شجعه الفقيه محمد بن عبد الملك البخاري ، الذي كان بصحبته .  وأشار عليه أن يلقاهم يوم الجمعة .  وفعلاً بادر ألب أرسلان إلى الهجوم يوم الجمعة بجيش أجمع المؤرخون أنه 1: 13 من الجيش المقابل له .  ويروي إبن الأثير أن ألب أرسلان خير جيشه بين المواجهة والإنسحاب .  كما ذكر أنه خاض المعركة لابساً أكفانه .  وقد حقق النصر بسرعة ، وقتل من الروم أعداداً كبيرة ، وقام أحد الغلمان بأسر رومانوس ، وهم بقتله ، ولكن أحد خدمه قال له " لا تقتله إنه الملك " .

لقد فقدت بيزنطة بهذه الهزيمة قسماً كبيراً من ممتلكاتها في وسط وشرق الأناضول .  وبسبب العجز الكامل في الوقوف في وجه القوة السلجوقية ، تفاوض الفريقان على عقد إتفاقية صلح .  حيث إتفق الطرفان على إطلاق سراح الإمبراطور،  وإطلاق سراح الأسرى المسلمين ودفع فدية كبيرة وجزية سنوية  . 

ووصل صريخ بيزنطة إلى أوربا .  وقد كانت صيحة بيزنطة هذه ، دعوة للحروب الصليبية. الذي كان أكبر الخاسرين فيها بيزنطة نفسها ، كما تبين بعد قرنين.

عاد الإمبراطور إلى عاصمته حيث واجه حركة إنقلابية أدت إلى عزله وسمل عينيه ، فمات بعد أيام، وفي العام التالي ، 1072م ، مات ألب أرسلان أيضاً ، بعد فترة حكم قصيرة ، ولكنها طويلة بما يكفي لجعله الأكثر ذكراً بين السلاطين السلاجقة وتولى الحكم بعده أخوه ملكشاه.

وكانت وفاته بطريقة مأساوية، فقد كان يقود جيش قوامه 200 الف مقاتل لفتح الصين، عندما تلقى طعنة من أمير مسلم وقع في أسره.  رحمه الله.






 
 

 

تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل


 

Counter