صن يات سين
 
 


صن يات سين

مؤسس الجمهورية الصينية وأول رئيس لها.  ويتفق معظم الصينيون على تسميته بأبي الأمة الصينية.  فقد لعب دوراً مركزياً في إنهاء حكم سلالة قنج التي حكمت الصين من العام 1644 إلى العم 1912م.  وتولى رئاسة الحكومة الإنتقالية وعمل مع آخرين على تأسيس حزب الكومنتانج، الذي اصبح قائده.

ولد صن يات سين في قرية في ولاية جوانجدونج في جنوب الصين لعائلة متوسطة الحال.  بعد الإنتهاء من دراسته الإبتدائية إنتقل إلى العيش في كنف أخيه في هونولولو في هاواي حيث إنضم إلى إحدى المدارس في المدينة وتعلم الإنكليزية وإطلع على تاريخ وحضارة الغرب.  بعد الإنتهاء من المدرسة درس لمدة فصل واحد ثم أعيد إلى الصين.  وفي قريته قام بكسر الصنم الذي كان القرويون يعبدوه مما أثار غضب اهل القرية مما أجبره على الفرار إلى هونج كونج، حيث تابع دراسته.  ثم إنضم إلى أحد مستشفيات هونج كونج التبشيرية لدراسة الطب.  في هونج كونج إطلع على الحضارة الغربية وتأثر بها وإعتنق المسيحية.  ثم تزوج من فتاة صينية مسيحية.

في العام 1888 نشبت ثورة ضد السلالة الحاكمة، التي كان غير راض عنها لرفضها تبني معارف اوربا المتقدمة على الشرق.  عند ذلك شكل مجموعة من اربعة اشخاص وتوقف عن الدراسة من أجل التفرغ للعمل السياسي، حيث تعرف على مزيد من المعارضين السياسيين.

قام صن يات سين بكتابة عريضة مطولة من أجل تحديث الصين، ثم قام بالسفر إلى الشمال لتسليم العريضة ولكنه لم يُستقبل.  عند ذلك إتجه تفكيره للثورة، فسافر إلى هاواي حيث شكل جمعية إحياء الصين. 

كان أعضاء الجمعية من الصينيين المهاجرين ولكن سرعان ما إمتدت العضوية إلى هونج كونج وإلى الصين حيث إندمجت مع جمعيات أخرى وحيث أصبح صن يات سين أمين سر الجمعية.

 في العام 1895 منيت الصين بهزيمة ساحقة في حربها مع اليابان.  فهزت الهزيمة كيان الصين من الأساس ودعت المثقفين الى المراجعة، حيث إعتقد البعض بإمكانية الإصلاح، لم يجد البعض الآخر مثل صن يات سين بداً من إسقاط الملكية وقيام جمهورية حديثة على أنقاضها.

خططت الحركة لثورة في جوانجو، في الجنوب المجاور لهونج كونج، ولكن أخبارها تسربت وتم إعتقال العديد من كوادرها، وفر صن يات سين إلى اليابان.

وفي العام 1900 كررت الحركة المحاولة بالإنتفاض في نفس الإقليم ولكن المحاولة فشلت ففر صن يات سين مجدداً الى الخارج، هذه المرة الى اوربا واميريكا وكندا حيث كان يحشد المؤيدين في اوساط الجاليات الصينية ويجمع التبرعات.

وفي العام 1904 أطلق مبادئه الثلاث : القومية والديمقراطية وخير الجماهير. ثم تحالف مع الإتحادات الطلابية في اليابان والخارج، كما كسبت حركته شعبية واسعة في أوساط الجاليات في الهند الصينية وتحديداً في ماليزيا وسنغافورة، حيث أصبحت سنغافورة مقراً للحركة.  

في العام 1907 قاد صن يات سين ثورة في الجنوب الشرقي بالقرب من حدود فيتنام، ولكنها فشلت بعد سبع أيام من القتال.  وفي نفس السنة قامت ثلاث ثورات أخرى في أنحاء متفرقة من الصين، وفي العام التالي قامت ثورتان، ولكنها جميعا فشلت.

نتج عن هذه الاخفاقات المتكررة حالة استياء من قيادة صن يات سين في أوساط القوى الثورية الصينية، مما أدى إلى نشوء تكتل معادي لقيادته، وقد باشر بالنقد العلني الذي وصل حد إتهامه بالتنفع الشخصي وبإرتكاب أعمال إجرامية.  وبنفس الوقت تمسك بقيادته أعداد كبيرة من الثوريين، مما أدى إلى حالة إستقطاب واسعة وعميقة نجم عنها نقل القيادة من سنغافورة إلى بينانج في الملايو، كما كانت ماليزيا الحديثة تسمى.

في صيف عام 1911 نشبت ثورة أخرى في جوانجو وإنتهت بمذبحة للمشاركين بها، ولكن قبيل نهاية العام قاد نفس الشخص الذي قاد ثورة جوانجو، وهو هوانج زينج ثورة عسكرية، أي بمساعدة وحدات عسكرية، تمكنت من إسقاط النظام الإمبراطوري بعد حكم دام أكثر من الفين وخمسمائة عام بسلالات متعاقبة، آخرها سلالة قنج التي حكمت حوالي ثلاثة قرون.

عرف صن يات سين بالثورة وبنجاحها من الجرائد في الولايات المتحدة، فعاد فوراً إلى الصين، حيث تم إنتخابه رئيساً للحكومة الإنتقالية.  عاش صن ياب سين حتى العام 1925.  وفي عهده تشكل الحزب الشيوعي الصيني في العام 1921م.

تسلم الحكم بعده تشيانج كاي تشيك الذي كان تربطه به قرابة ( زوج أخت زوجته  ) وكان أحد قادة الحزب الحاكم، الكومنتانج.  في العام 1949 نجح الحزب الشيوعي من إستلام السلطة في معظم الصين، وأسس جمهورية الصين الشعبية، وإحتفظ الكومنتانج بقيادة تشيانج كاي تشيك بالسلطة في جزيرة فرموزة – تايوان – فيما أصبح يعرف بالصين الوطنية.  وبقي إرث صن يات سين مقدراً في كلا الجمهوريتين.

                                                                                  نديم أسـعد                  

 
 

 

تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل


 

Counter