تشاباييف
Chapayev
كان تشاباييف أحد أبطال الحرب الأهلية التي تلت ثورة أكتوبر في روسيا، وكان يقود فرقة في الجيش الأحمر، أصبحت تحمل إسمه.
حارب تشاباييف في جانب الشيوعيين على الرغم من أنه لم يكن فعلياً شيوعياً، أو كان لديه مفاهيمه الخاصة للإشتراكية والشيوعية، فهو لم يكن متعلماً أو مثقفاً، بل إنسان بسيط ولكنه كان يمتلك كاريزما عالية جعلت منه قائداً مميزاً تحول إلى أسطورة، وكان وجوده في إحدى الجبهات كفيل بتحقيق النصر.
قبل أكثر من ثلاثين سنة وقع في يدي كتاب ألفه شخص روسي إنتدبه الحزب الشيوعي للعمل مع تشاباييف كمساعد سياسي أو ما كان يسمى بالقوميسار، الذي كان يتولى التوجيه السياسي والفكري في الوحدة العسكرية، فكان دوره تصحيح المفاهيم العشوائية التي كان يطلقها تشاباييف في خطبه أمام الجنود، وكان في ذلك يتبع أسلوباً لا يثير حساسية تشاباييف بل يجعله يشعر بالإطراء.
من الدروس المستقاة من سيرة هذا القائد أنه كان يطارد جيش العدو بعد إحدى المعارك فتوقف الجيش على ضفة أحد الأنهار لريثما يبنى سلاح الهندسة جسراً للعبور ، ولكن البناء تأخر، فتوجه تشاباييف إلى موقع البناء، فوجد أعمال البناء متوقفة، فسأل المهندس عن السبب، فقال له أن القصف المعادي لا يتوقف وأنهم لا يستطيعون العمل تحت القصف. فما كان من تشاباييف إلا أن طلب من المهندس العمل تحت القصف وأن لا يتوقف مهما إشتد. وفعلاً تمكن من عبور النهر بجيشه خلال وقت قصير ليتابع مطاردة الجيش المعادي قبل أن يتمكن من تنظيم نفسه. لو ترك المهندس يعمل حسب ما تمليه الأعراف العسكرية لربما تغيرت نتائج الحرب برمتها.
من صفات القائد الفذ قدرته على إتخاذ قرارات صعبة والتفكير بطريقة غير تقليدية وإعطاء تعليمات خطيرة ويضمن تنفيذها.
قتل تشاباييف في إحدى المعارك قبيل إنتهاء الحرب، ولكن الفرقة التي كان يقودها حاربت في الحرب العالمية الثانية مدفوعة بالإرث المعنوي الذي تركه مؤسسها.
نديم أسـعد