الشيخ حسن كيريت بطل معركة رشيد
 
 


بعد فشل الحملة الفرنسية على مصر وفلسطين جاء الإنكليز ليجربوا حظهم مدفوعين بنفس الدوافع التي جاءت بالفرنسيين، وهي السيطرة على الطريق التجاري المؤدي إلى الشرق.  فكانت حملة فريزر سنة 1807م، أي بعد تولي محمد علي ولاية مصر بسنتين.  وتكونت الحملة من 25 سفينة وسبعة آلاف مقاتل، وكان تفوق الإنكليز بالسلاح وبالتنظيم معروفاً في ذلك الزمن، لهذا إحتلوا الإسكندرية بيسر شديد نتيجة لتقصير قائد حاميتها العثماني.
ثم تقدمت قوة إنكليزية لإحتلال رشيد تمهيداً لإحتلال القاهرة.  وكانت رشيد ميناءاً قديماً يقع على الفرع الغربي للنيل الذي يعرف بفرع رشيد.
في هذا الزمن كانت النخب العسكرية والسياسية الحاكمة في مصر غارقة في جميع أنواع الفساد، سواء كانوا مماليك أو أتراك أو من سار على دربهم، بينما كان أهل البلاد مضطهدون ومبعدون عن إدارة بلادهم.
وعند إقتراب الجيش الإنكليزي أفرز رحم مصر الولود قائداً على غير توقع، إمام المسجد، الذي بادر بحض الأهالي على الصمود ومنع نزوحهم، إذ بدأ بإخفاء المراكب حتى لا يهرب بها أحد، ثم وضع خطة إنسحب الأهالي وفقها من البلدة، فدخلها الإنكليز بيسر.  وعندما إطمأنوا وتفرقوا في البلدة يبحثون عن أماكن يستريحوا بها إنقض عليهم الأهالي من كل حدب وصوب وبكل أنواع الأسلحة.  فإنهزم الإنكليز وقتل عدد كبير منهم ووقع عدد كبير آخر في الأسر بينهم ضابط كبير.
وصلت البشائر إلى القاهرة بينما كان يستعد أمراءها للرحيل إلى الشام كما فعلوا عندما جاء الفرنسيون، قبل ذلك بتسع سنين. فسارع محمد على والطغم العسكرية العاجزة إلى ركب الموجة.
وبعد مواجهة ثانية هُزم بها الإنكليز أيضاً، إتفقوا مع محمد علي على الجلاء مقابل إستعادة أسراهم، ووقعوا معاهدة دمنهور.
لقد غيرت معركة رشيد وجه تاريخ المنطقة، فلولاها لإستعمر الإنكليز منطقتنا قبل مائتي سنة.
لقد كانت معركة رشيد نصر للمواطن المصري بجدارة.  أما الشيخ حسن فلم يجني لنفسه شيئاً ولكنه أثبت أن النصر يمكن أن يُصنع بالإعداد الجيد وبالصبر وبحشد الموارد. وأهم من ذلك كله البعد عن الخذلان وإستهداف النصر.  رحمه الله.

                                                                                                      نديم أسـعد  
   

 
 

 

تعليقات

1  
الاسمنديم أسعد 
التعليقشكراً أسامة شعب مصر يستحق الأفضل 
   
2  
الاسمأسامه 
التعليقشكرا على الموضوع  
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل


 

Counter