عوامل تعزيز تنافسية الصناعة
في
عا
لم متغير ومتسارع الإيقاع ينبغي على أي مشروع صناعي في أي بلد ومهما كان
إختصاصه، أن يطور من نظرته للمنافسة ويُكسبها طابعاً عالميا ويعمل على تطوير
أدواتها وآلياتها والإعتماد على عناصر منافسة ذات معايير عصرية. فيما يلي نستعرض عوامل تعزيز المنافسة بمنظور
جديد:
ثانياً: الجودة:
انا
لا أميل إلى إدراج الجودة ضمن عوامل المنافسة.
فالجودة، بعريفها العصري والعلمي، هي التقيد بالمواصفات. المواصفات المتفق عليها بين المنتج والزبون،
سواء ضمنياً أو فعلياً. فالذي لا يتقيد بالمواصفات،
عن عمد أو عن ضعف، ببساطة يخرج من السباق.
لذلك
من أجل أن يكون المصنع ضمن القائمة المحتملة للشراء أو التعامل من قبل زبون أو
مجموعة من الزبائن، ينبغي أن يطور قدراته على إنتاج سلع حسب المواصفات، هذا
أولاً. وثانياً أن ينشر ثقافة في أوساط
إدارته وقواه العاملة تنبذ الجودة المتدنية وتبتعد عن الغش، سواء عن عمد أو عن
سهو.
وهذا
يتطلب الإهتمام بالتدريب وبناء الكفاءات وتحفيز العمال والمشغلين على الإهتمام
بالجودة، ويتطلب، كذلك إختيار معدات الإنتاج المناسبة بكافة الملحقات الضرورية
للإنتاج وإبقاءها بحالة جهوزية عالية على الدوام، ثم الإهتمام بجعل العمل يسير وفق
نظم وقوانين تيسر السيطرة عليه وتسهل كشف الإنحرافات كلما ظهرت.
ويتطلب
الأمر، كذلك التركيز على التوعيو بأهمية الجودة ورضى الزبائن والسعي إلى نشر ثقافة
تقدر الإلتزام بما هو مطلوب من مواصفات ومعايير إنتاج وغير ذلك من المحددات -
constraints
- مثل تواريخ التوريد
والمحددات الكلفية في سياق مختلف.
تتعرض
الجودة لخطر التدني – الإنحراف – عند إدخال منتج جديد، أو تغيير مصادر المدخلات أو
عند حدوث تغير جذري في المستوى العام لمهارات المصنع أو خط الإنتاج، وفي هذه
الحالات جميعاً ينبغي الإستعداد مسبقاً لنتائج مختلفة بإتخاذ الخطوات الإستباقية
الضرورية.