غياب النظم
مهما كانت جدوى المشروع الصناعي ومهما كانت قدرات القائمين عليه الإدارية، فلا غنى عن بناء نظم تتحكم بسير العمل وتستخدم كمعيار للأداء ووسيلة لتدريب العاملين الجدد.
يسير العمل في الكثير من مصانعنا وفق تقديرات وتوجيهات غير مكتوبة، وبالتالي خاضعة للتغيير وللإجتهادات المزاجية التي تربك العاملين وتوقعهم في حيرة وإحباط شديدين.
كما تسعى بعض الإدارات إلى إتخاذ قرارات ووضع نظم وإصدار توجيهات مكتوبة بهدف تنظيم العمل، قد تحقق بعض النتائج الآنية ولكنها وعلى المدى البعيد تبقي على حالة الإرتباك والفوضى بسبب غياب شمولية هذه النظم وعدم تكاملها، وربما تناقضها وعدم تجانسها.
ينبغي للبناء التنظيمي الناجح، الذي يشمل الموارد البشرية وحركة المواد وضبط الجودة وتخطيط الإنتاج إلخ.. ، أن يظهر للوجود في المرحلة التأسيسية، بحيث يعي العاملون من اليوم الأول أنهم جاؤوا للعمل في مصنع منظم يعمل وفق نظم، وأنهم سيلتزمون بها ويستخدمونها كمرشد في ممارستهم لعملهم اليومي، كما يستخدمونها كمقياس لتقييم أداءهم، فينخرطوا في مجال عمل مؤسسي منظم واضح.
إن العمل المنظم ينجم عنه مخرجات متجانسة، وتجانس المخرجات هو الضمانة الأولى للجودة العالية.
إن العمل المنظم يجعل التدريب وإعداد الكفاءات الفنية والإدارية أمراً أسهل وأفضل نتائج.
إن العمل المنظم يساعد على خلق ثقافة إيجابية متجانسة في أوساط المؤسسة، قائمة على تفشي قيم العدالة والتعاون.
هذا لا يمنع أن تبنى النظم وتطبق في مصنع قائم، ولكن هذا يحتاج إلى عملية تغيير شاملة ومكلفة، قد يكون من بين خسائرها تراجع الإنتاج ( مؤقتاً ) وخسارة بعض قدامى الموظفين.
نديم أسـعد