العقد النفسية التي تحكم الذهنية الإدارية العربية - المدير الذي يدعي أنه يعرف كل شيء - 12
 
 


هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية. 

 

المدير الذي يدعي أنه يعرف كل شيء

من أهم العقد التي تحكم الذهنية الإدارية لدى الكثير من مدرائنا هو الإدعاء على الدوام بأنهم يعرفون كل ما يجري في مؤسسته.

لا شك أن المعرفة سلاح، والتغذية العكسية ضرورية ومفيدة.  ولكن يجب أن لا تتحول إلى شغل شاغل وهوس يجبر المدراء على إنتهاج أساليب غير مقبولة ولها محاذيرها، ومن بينها تجنيد الجواسيس من بين الموظفين.

تجنيد الجواسيس يؤدي إلى إعتماد قنوات مصطنعة للتواصل ونقل المعلومات في المؤسسة، قد تؤدي إلى تحييد القنوات الطبيعية من خلال تزايد الإعتماد على شبكة المخبرين، مما يؤدي إلى تعطيل وشل وتراجع معنويات المراتب المختلفة التي تشكل قنوات الإتصال النظامية.

كما قد يتحول المخبرين إلى أصحاب أجندات ومصالح خاصة بهم ، مما يؤثر على نوعية وتوقيت وطريقة إيصال المعلومات.  وفي كثير من الحالات يصبح المدراء أسرى لمخبريهم.

البديل هو تعزيز قنوات الإتصال العمودية والأفقية، والبعد عن القوقعة والخروج من الأبراج العاجية وتواصل الرئيس مع مرؤوسيه بالجولات والأحاديث والإجتماعات الدورية.  وكذلك بتشجيع إزالة الحواجز بين الأقسام وتشجيع تناقل المعلومات.  كما يفيد تعزيز بعض القيم والمسلكيات التي تقوي التواصل وتعمق الشفافية مثل الشجاعة الأدبية وتقبل المسؤولية والبعد عن العقوبات القاسية وحسن الإستماع ..

إن بناء قنوات إتصال نظامية والإعتماد عليها، بما في ذلك منظومة تقارير فعالة، يضمن تدفق المعلومات الضرورية، التي تحتاجها الإدارة ويغني الإدارة عن الإضطرار إلى تجنيد عدد من المخبرين، الذين يكلفون المؤسسة الكثير، والذين لا يمكن لأحد أن يضمن دقة المعلومات المنقولة من قبلهم.

                                                                                           نديم أسـعد                  

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمنديم أسعد 
التعليقنموذج المدير " أبو العريف " الذي لا يخطئ دارج في مؤسساتنا، وهو لا يقبل النقد ويحقد على من يخطؤه. الفراغ مفسدة - لا شك ، لذلك ينبغي أن يتوائد عدد الموظفين مع الإحتياج الفعلي للمؤسسسة.  
   
2  
الاسمakram massoud 
التعليقصحيح الكلام صحيح ولحسن الحظ اصبحت هذة العقلية موجودة في الشركات والمؤسسات من الدرجة الرابعة في سلم الاحتراف المهني ( شركة لها منتج وحيد ويتم بيعة بشكل مقبول ولا يتم العمل على تطويرة بسبب وصولة الى درجة الاشباع في السوق ويكون في بداية الانحدار ) في هذة الشركات يكون الشعار السائد بها ( الفراغ مفسدة ) لان الجميع فيها يعاني من الفراغ الوظيفي ( بالكاد يعمل او يعمل بنسبة 20% من اليوم ) و للموضوع بقية  
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter