العقد النفسية التي تحكم الذهنية الإدارية العربية-الخوف من العمل الجماعي-10
 
 


هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية. 

الخوف من العمل الجماعي

بينما هناك الكثيرين ممن تمرسوا على العمل الجماعي وإعتادوا عليه، تجد الكثيرين من الأشخاص الذين يتبوئون مواقع إدارية متقدمة، لا يفضلون خيار العمل الجماعي، بل يخافونه.

ويتطلب العمل الجماعي، أو عمل الفريق، التقاسم مع الآخرين المعلومات والبيانات والتحليلات والمقترحات والإشتراك بمناقشة الحلول المتوفرة حول قضية معينة مطروحة للبحث.  وفي ظروف عملٍ معينة لا يرتاح البعض لهذا الإنفتاح.  هذه الظروف التي لا تشجع عمل الفريق، وفي المؤسسات التي لا تتفشى ثقافة تشجع على هذا النهج، يجد كثيرون أنفسهم مترددين في المشاركة بنشاط جماعي لتحقيق هدف معين. 

ولكن هناك البعض، ممن تمرسوا على العمل الفردي، لا يجدون لأنفسهم مكاناً في فرق العمل.  فهم يخافون أن يضيعوا في الزحام، وأن لا تبرز مساهماتهم ولا يظهر دورهم ولا ينسب إليهم حل.  وهذا ما لم يعتادوا عليه، وهذا ما لا يحبذون. 

إن العمل الجماعي أداءٌ يساهم فيه جميع المشاركين (أعضاء الفريق)  بكل قدراتهم العقلية والذهنية، ويقدمون جميع ما يملكون من معلومات وبيانات بكل إخلاص، ولا يترددون في طرح أية فكرة أو خاطرة تساعد على التوصل إلى الهدف، كما يتعاونون في تطوير أفكار طرحها زملاؤهم. وهم، هنا في العادة، لا يأبهون لمن يعود الفضل في حلٍ ما أو فكرةٍ ما، فهم فريقٌ واحد، وقد تربوا على الافتخار بذلك.  ومع انتشار العمل الجماعي، كأسلوب عمل وكخيار، يبقى هناك من لا يحبذون هذا النمط من العمل، فهم بحاجة لمن يساعدهم على تفهم العمل الجماعي، وكيف أنهم يحتفظون بخصوصيتهم أثناء الإنخراط في العمل الجماعي، الذي يرتقي بالمؤسسة إلى مستوياتٍ عالية، الأمر الذي ينعكس على الجميع بالمنفعة.  إن العمل الجماعي يجب أن لا يشكل مصدراً للخوف لأحد، ربما كان للبعض تجارب سلبية، ولكن عليهم إعطاء هذا الخيار فرصته، كما عليهم التخلص من فرديتهم المفرطة التي تقف في طريق الإندماج في الفريق في العادة.

                                                                                                         نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter