العقد النفسية التي تحكم الذهنية الإدارية العربية=جميع رجال الرئيس* - الشلة حول المدير -8
 
 


هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية. 

-8-

جميع رجال الرئيس* - الشلة حول المدير

يعتقد بعض المدراء أنهم بحاجة إلى شلة حولهم.   وكأنهم حزب حاكم ضمن منظومة ديمقراطية.  ومع هذا فهم لا يشاركون في إدارة المؤسسة كفريق، وإنما يعملون كشلة من المتملقين المصفقين الوشاه.  ويتقاضون مقابل ذلك ثمناً لا يدفعه المدير شخصياً وإنما تدفعه المؤسسة – الخاسر الأكبر.  وهذا الثمن، قد يكون ببعض أشكاله مادياً، ولكنه كثيراً ما يكون بقبول المدير لأداء متدني أو لا أداء.  لا يوجد مواصفات معيارية لأعضاء شلة - رجال الرئيس، ولكن بشكل عام ينبغي أن تكون لديه قابلية للنفاق والقبول بالدنية ( القبول بأن يكون مستزلماً ) ولا يوجد في قاموسه مكاناً لقيم العدل والصدق والوفاء.  وعندما تنشأ الشلة على أساس فئوي، عند ذلك يفترض أن ينتمي عضو الشلة إلى هذه الفئة أو أن يقر ضمناً بتفوقها ودورها التاريخي بسبب إنتماء الرئيس إليها.

ما ينطبق على الإدارة ينطبق على السياسة.  لقد شوه هذا النهج الناجم عن عقدة كامنة في وجدان كثير من المتنفذين تاريخنا السياسي والتنموي لعقود طويلة. 

هل يمكن إستبدال هذا النهج الصدئ بنهج مؤسسي قائم على قوانين تُحترم على الدوام وتطبق على الجميع، وبناء آليات صنع قرار يشترك فيها قطاع واسع من العاملين وتعزيز قنوات إتصال داخلي فعالة تغني عن المخبرين.  الجواب: نعم ممكن.   

* العنوان مقتبس عن إسم كتاب عن فضيحة ووترجيت                                                                                                   نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter