هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية.
دائم العبوس
يعتقد الكثير من الإداريين أن العبوس مصدر قوة. فيلبسون قناعاً خشبياً على وجوههم طوال وقت العمل. وهذا ينجم عنه خلق مسافة غير صحية بينهم وبين مرؤوسيهم وزملائهم وحتى زبائنهم، وذلك لأن عضلات الوجه تتصلب على وضع معين فلا تعود طيعة.
العُبوس يحد من التواصل الشفاف مع أعضاء الفريق، فالإستقبال الخالي من الود تجعل الطرف الثاني يحرص على قصر المقابلة فلا يطنب في التفاصيل ولا يغطي الموضوع من جميع جوانبه، فيخسر المتلقي الكثير من التفاصيل الهامة.
العُبوس مضر بالصحة.
وعلى العكس من ذلك فلا نكاد نجد للوجه الباسم أية نقيصة أو سلبية. فهو لا يظهر صاحبه ضعيفاً، ولكنه يقربه من الناس ويستطيع الحصول على الكثير من معلومات وعطاء وتأييد.
نستثني من ذلك الإبتسامة غير الموقتة جيداً، مثل التبسم عند مصائب الآخرين وفي الأزمات وحتى أثناء المفاوضات وإبلاغ المرؤوسين بأخبار مزعجة، فهذا قد يدل على عدم إكتراث أو إستمتاع سادي بما يحصل للآخرين. وفي كل الأحوال لا غبار على إبتسامة الثقة بالنفس، الإبتسامة الخفيفة المرسومة بإتقان.
ندبم أسـعد