هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية.
ما دامت لغيرك وستدوم إليك
يؤمن الكثير من مدرائنا بالخلود على كراسيهم، أو على الأقل يتصرفون على هذا الأساس. على الرغم أن البقاء في نفس الموقع الوظيفي لفترة طويلة لا يعد أمراً مستحباً، كما لايعبر عن حالة حيوية وديناميكية.
يعتقد الكثير من الأشخاص أن بلوغهم منصب رفيع يعد تتويج لرحلة مهنية طويلة تستحق منهم العمل بجهد على البقاء في هذا المنصب لأطول فترة ممكنة. ومع مرور الزمن يختفي من خلده إحتمال أن تكون هناك نهاية لهذا الوضع، فيأخذ بالتصرف كأنه مخلد.
وهذا نهج يتنافى مع " إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، وإعمل لآخرتك كأنك تموت غداً " فهو يتمسك بالشق الأول فقط. الشق الذي يشجع على العمل من أجل المستقبل البعيد، ويتجاهل الشق الثاني الذي يدعو للإستعداد للرحيل الذي قد يكون قريباً.
الرحيل يتطلب إعداد. إعداد خلفاء، ضمن سياسة إعداد كوادر وتنمية موارد بشرية منظمة وممنهجة.
الإحساس بالرحيل المحتمل يقلل من الإحساس بالعظمة الذي ينشأ عن الإعتقاد بالخلود الذي يتملك البعض.
الإحساس بإحتمال الرحيل القريب يزيد من حرص المدير على ترك أثراً طيباً في أوساط العاملين والزبائن والمتعاملين الآخرين.
لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، فلن تدوم لك، لذلك تصرف على هذا الأساس.
نديم أسـعد