البطالة (6) دور المجتمع والعائلة
 
 


يملك المجتمع مؤثرات ثقافية قوية على قطاع الأعمال بفروعه المختلفة.  وبالتالي فإن ثقافات المؤسسات تُبنى، في العادة، على ثقافة المجتمع وتستمد منه عناصر قوتها وضعفها وتتأثر بها على الدوام. 

كما تقرر الثقافة السائدة في المجتمع الكثير من الممارسات والمواقف والتوقعات التي تصدر عن أفراد وجماعات ينتمون لهذا المجتمع.  وبالتالي فإن الثقافة السائدة في المجتمع تحدد نظرة المجتمع تجاه العمل وإحتياجات ومتطلبات التنمية ومؤسساتها.

ومن بين أهم هذه القضايا ثقافة العمل؛ والتي تتكون من مجموع المفاهيم والقيم والعادات والمواقف المتعلقة بنظرة وممارسة أفراد المجتمع تجاه العمل ومدى إقبالهم على العمل كوسيلة تحقيق دخل والإجتهاد لتنمية الوظيفة مهنياً من أجل تحسين الدخل الناجم عنها.

وفي المجتمعات التي تتفشى فيها ثقافة عمل إيجابية تشجع هذه المجتمعات الإقبال على العمل والقبول بفرص العمل المتاحة والعمل على إسثمارها لبناء حياة مهنية تُبنى عليها حياة كريمة، في هذه المجتمعات تعمل العائلة على دفع أبناءها إلى سوق العمل، وعدم قبول أعذار بعض الشباب الذين يمارسون إنتقائية غير مقبولة عندما تُعرض عليهم فرص عمل.

في المجتمع الذي تسود فيه ثقافة عمل ناضجة يتعاون أفراده للقضاء على البطالة بالعطف على الباحثين عن عمل وتوجيههم وتدريبهم، في هذه المجتمعات يسعى الموسرون إلى إستثمار أموالهم في مشاريع تخلق فرص عمل بقدر ما تدر عليهم أرباح.إن بناء ثقافة مجتمعية تتفهم إحتياجات التنمية وتشجع العمل وتحمي المنجزات الوطنية بما في ذلك منجزات القطاع الخاص ضرورة أساسية لتنمية ناجحة ومستدامة.  لذلك ينبغي العمل على نبذ القيم والنظرات السلبية والمكونات الثقافية السلبية الأخرى التي لا تشجع العمل ولا تخلق بيئة موائمة للتنمية وإحلال قيم إيجابية مكانها.

 
 

 


تعليقات

1  
الاسماحمد الجوراني 
التعليقما نعانيه فعلا هو نقص التواصل بين مكونات العمليات الانتاجية والتخطيطية . والفصل الدائم بين العام والخاص وهو ما يجعل مجتمعاتنا العربية تخطو ببطء نحو الجودة ونشر ثقافة الجودة التي تتطلب العمل المخلص الدؤوب بدون الالتفات الى الفشل الا باعتباره محفزا للنجاح القادم 
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter