العقد النفسية التي تحكم الذهنية الإدارية العربية
هناك عدد من العقد النفسية تعاني منها الذهنية الإدارية العربية ترسبت عبر قرون طويلة، نستعرض بعضاً منها في سلسلة من المقالات على أمل التعامل معها بما يضعنا على طريق بناء فكر إداري متجانس نابع من مضامين محلية.
الخوف على الهيبة
-1-
يولي كثير من مدرائنا أهمية قصوى للحفاظ على هيبتهم الشخصية، وهذا يدفعهم إلى الإمتناع عن الإختلاط مع جمهور العاملين في المؤسسة ناهيك عن التواصل معهم بطريقة متبسطة. ف
يفضلون أن تبقى علاقاتهم بمن يعملون معهم رسمية وجدية على الدوام. فهم يخافون إن رفعوا التكليف أن لا يستطيعوا إستعادة الوضع السابق الرصين، وبالتالي لا يستطيعون السيطرة على الوضع. فهم يحافظون دائماً على تلك المسافة بينهم وبين مساعديهم ومرؤوسيهم بما في ذلك أقرب المساعدين الذين عملوا
معاً،
ربما
،
في نفس الغرفة لسنين. فهم يحافظون على العبوس الدائم. ويرسمون لأنفسهم صورةً
متجهمة يعتقدون أنها تشكل
آلية دفاعية تجاه الآخرين. وهذا ينبع أصلاً من موقفهم من الآخرين. فبينما يعتبرونها هيبة للمركز ولصاحب المركز، فإن ارتداء قناع العبوس يحافظ على مسافة عن الآخرين. والبحث عن المسافة والمحافظة عليها وإدامتها، إنما
ي
عبر عن الخوف من الناس. وهذا حقيقة، فهم يخافون إن رفعوا التكليف، أن لا يستطيعوا استعادته، واستعادة هيبتهم، التي اعتقدوا خطأً
ً
أنهم فقدوها.
إن إحلال الإحترام والمودة مكان الخوف في علاقة المدير ومرؤوسيه تجعلها بناءةً ومفيدةً ومريحة.
إن المدير القوي الواثق من نفسه يخالط زملاءه ويشاركهم مناسباتهم، بل يتباسط معهم، وعند اللزوم يعود إلى حزمه وجديته بيسر وسهولة.
يحق للقادة أن يحافظوا على صورة إيجابية في نظر أعضاء فريقهم ، وهذا يتم بالإلتزام بمسلكيات وقيم وضوابط تجعل منه قدوة تعزز أركان ثقافة مؤسسية إيجابية. ولكن هذا لا يعني العزلة والتقوقع ولبس أقنعة خشبية.
نديم أسـعد