يتفق الكثير من الباحثين الإداريين على أن الإدارة آخذة في الإرتقاء على طريق التحول إلى قيادة.
فالإدارة، بأسوأ أشكالها، هي إدارة أزمات؛ أي تمارس معظم نشاطها في حل الأزمات بعد وقوعها، أي إطفاء الحرائق، فيسميها البعض إدارة المطافئ –
Fire
Fighting
Management
. هذا النوع من الإدارات قلما يعمل على الجانب الوقائي ولا يعمل وفق خطط بعيدة المدى.
تتحول هذه الإدارة إلى ما يسمى بإدارة " الأمر الواقع " –
Status Quo Management
.
وهذا النوع
من الإدارات لا يسعى إلى تغيير الأمر الواقع، فلا ينتهج سياسات تحسين على أساليب العمل وعلى مخرجاته. وعلى الرغم من أن هذا النوع أفضل من سابقه، إلا أنه لا يكفي لتحقيق تنمية مستدامة قادرة على المنافسة في عالم متغير.
ترتقي هذه الإدارة إلى ما يسمى إدارة بالأهداف –
Management By Objectives
. أي تحديد أهداف ومراحل لتنفيذ المشاريع والمهام.
وهذا يقوم على تخطيط عمليات تنفيذ النشاطات بأنواعها لضمان القيام بكل جزئية منها بتمامها وبوفق ما هو مطلوب وحسب أُطر زمنية محددة وربما أيضاً وفق ضوابط كلفية محددة مسبقاً، وهذا يرتقي بأنماط العمل إلى حالة أرقى تضمن نتائج أفضل وتسهل تحديد مواطن الخلل من أجل إصلاحها وتحسين آلياتها.
ثم تتحول إلى إدارة تعتمد التخطيط الإستراتيجي، والعمل لصالح المدى البعيد
long
term
، بشكل ممنهج ومنظم ، مع الإرتقاء في آليات وأدوات صنع القرارات وإشراك قطاع أعرض من أصحاب العلاقة.
وهنا تأخذ بالتحول إلى قيادة متكاملة إستراتيجياً
تشيع
القيم الإيجابية
، قيادة حميدة تتطلب صفات إنسانية عميقة أكثر من مفهوم السلطة.