بناء فكر إداري عربي - 3
 
 


يقول بيتر دركر، الباحث الإداري الأميركي المعروف أنه " يمكن الجزم  أنه ليس هناك دول متخلفة إقتصادياً ، بل هناك دول متخلفة إدارياً فقط ، فكل تجاربنا في الدول النامية تؤكد أن الإدارة هي المحرك الأساسي للتنمية، وبدون توافر هذا الشرط لا يمكن تحقق التنمية، حتى لو توافرت جميع عناصر نجاح التنمية الأخرى ".   وكلام دركر ينطبق على الشركات والمؤسسات مثل ما ينطبق على الدول.  فكثير من الذين يملكون الثروة يعتقدون أن بإمكانهم تحويلها إلى رساميل تدار بها أعمال بيسر شديد.  وهذا منافي للواقع.  فكثيرون تعلموا   " بفلوسهم " ، وآخرون لم تكن فلوسهم كافية ليتعلموا بها وتستديم بها تجارة وصناعة وزراعة، فلم يستمروا.

إن التسلح بالعلوم الإدارية والعمل على إكتسابها بالتدرب والقراءة ومراكمة الخبرات، يشكل مناعة وحصانة تمكن المؤسسات من تخطي الأزمات ووضع حلول لمشاكلها وخطط مبتكرة لمستقبلها.

وإذا أمكن أن تكون عملية إكتساب المعارف والمهارات عشوائية للأفراد فلا يجوز أن تكون كذلك للجماعات.  فينبغي منهجة التدريب بناء على دراسة الإحتياجات التدريبية لجميع الفئات الوظيفية، كما ينبغي أن يتبلور فكر إداري عربي لتكون هذه المناهج وفقه.  فالفكر الإداري العربي النابع من منظومتنا العقيدية ومكوناتنا الثقافية يسهل هضمه وإستيعابه من قبل شبابنا في مصانعهم ومكاتبهم وأماكن عملهم.  كما أن الفكر الإداري المتجانس يقربنا من بعض ويجعل تعاوننا في مجالات التنمية أمراً أكثر إمكانية.

                                                                                                                     نديم أسـعد

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمباسمة كمال  
التعليقكم هو قول حق : اننا دول متخلفة اداريا / ولا نصل الى ادنى مستوى من كوننا دول مؤسسات / الدول العربية تبدو دوما كما المزارع الخاصة ...ز لك الشكر وكم نحن بحاجة لهكذا ثقافة ادارية وتطبيق عاى ارض الواقع  
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter