Division of labour - تقسيم العمل
 
 


في كل قرية كبيرة من قرانا كان يوجد  صانع محاريث. وكان يقوم بنفسه بقطع جزء من جذع شجرة، ثم يقوم بتشذيبها وتشكيلها ثم يقوم بإضافة الجزء المعدني – السكة، بنفسه.  وأكثر من ذلك كان يقوم ببيع إنتاجه وكثيراً ما كان يقدم خدمة ما بعد البيع.

صانع المحاريث هذا كان يعمل وفق نمط عمل سابق للثورة الصناعية التي أحدثت تحولات كثيرة من بينها تقسيم العمل .

فقد أملت ضرورات التصنيع والإنتاج بالجملة تقسيم الإنتاج إلى مراحل وخطوات يقوم عامل محدد بإتمام عملية الإنتاج الخاصة بمرحلة إنتاجية.  كما تم الفصل بين الإنتاج والجودة، والإنتاج والتسويق إلخ..

لقد سبق بعض أشكال تقسيم العمل الثورة الصناعية فقد كتب أفلاطون عن ذلك في جمهوريته ، كما تطرق لهذا الموضوع إبن خلدون في مقدمته.  وفي العصر الحديث كتب آدم سميث وكارل ماركس عن هذا الموضوع بإسهاب.
لقد بين سميث أن تركيز العمال على الإضطلاع بمهمة صغيرة سيترك أثراً على الجودة والإنتاجية.  ولكن ماركس كان أقل حماساً لتقسيم العمل حيث أشار إلى أن العمال ينحطون إلى مستوى أدوات الإنتاج بسيب التكرار فيصبحوا مثل الماكينات.  وبالفعل فقد إختفت العلاقة العاطفية بين العامل والمنتَج، ولم يعد العامل يفخر بإنتاجه.  

لقد نجم عن تقسيم العمل تخصص أدى إلى إتقان وتراكم خبرات.  كما أصبح بناء خطوط إنتاج أمراً ممكناً مما نجم عنه إنتاج كميات أكبر وإنتاج منتجات معيارية أي متشابهة.تقسيم العمل لا يعني أن يقوم كل فرد بعمل محدد لا يتخطاه، فهذا يؤدي إلى تضخم وظيفي قاتل، وخصوصاً في المؤسسات الصغيرة.  من المفيد أن يكون هناك تقسيم عمل، ولكن يمكن لشخص واحد أن يقوم بعملين، أي بوظيفتين؛ سائق شاحنة يتولى التحميل والتنزيل، وأمين مخزن يتولى قيادة الرافعة الشوكية في مخزنه. . .

 
 

 


تعليقات

لا يوجد تعليقات

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter