سلوكيات 2 - السرعة في إصدار الأحكام
 
 


من الأمور التي نعاني منها في حياتنا المهنية والإجتماعية ميل البعض إلى إصدار أحكام على الآخرين ومسلكياتهم وآراءهم بدون تروي وتفكير وتمحيص.  وينجم عن ذلك، في الغالب، أحكام متسرعة وغير ناضجة.  كما قد ينجم عن ذلك إساءة للشخص المحكوم عليه (!) وللحضور وللمجتمع، أو للمؤسسة التي يعمل بها أطراف المعادلة.

إن من أهم القدرات التي يجب أن يتسلح بها الإداريون ما يمكن أن نطلق عليه ثلاثية - صنع القرار - حل المشاكل - إصدار أحكام.  وهذه مهارات متقاربة جداً، وجميعها تحتاج إلى تروي.

والتروي من القيم العظيمة التي كان العرب يفتخرون بها منذ القدم، وكذلك كان الفرس.  والتروي يساعد على إنضاج الحلول والأحكام والقرارات، فلا تخرج نصف مطبوخة بحيث يتراجع عنها أصحابها، الأمر الذي يسبب في العادة الكثير من الإرباك.

هذا من الناحية التقنية، أما البعد الآخر، والأهم، للميل لإصدار أحكام على الآخرين بسرعة، فهو البعد الأخلاقي.  هل الشخص مؤهل لإصدار الأحكام؟. هل إصدار حكم أمر ضروري؟. هل هناك حيادية كافية؟.. وهل هناك مقاييس ومعايير ليصدر الحكم وفقها؟. هل تمارس الموضوعية في إصدار الأحكام؟. هل يتم تحييد البعد الشخصي عند إصدار الأحكام؟. أستطيع أن " أحكم " ، بدرجة عالية من الثقة، أن نسبة عالية ممن إعتادوا تقييم الآخرين والحكم على أفعالهم وأفكارهم لديهم أجندات خاصة، وبعضهم من النوع الذي لا يمانع في إلحاق الأذى بالآخرين طالما حقق لنفسه بعض المتعة.

إلتمس لأخيك عذراً، هكذا ورد في الحديث الشريف، وكفى بذلك عظة.  

                                                                                                                نديـم أســعد 

 
 

 


تعليقات

1  
الاسم123 
التعليقموضوع رائع يا أخ tamem 
   
2  
الاسمZiad Abbasi 
التعليقThis article is really true. Personal agendas and prejudgment are main issues of bad or misleading decisions. Ziad  
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter