من بين القيم العظيمة التي إعتز بها العرب وعززتها الأديان السماوية هي الأدب؛ إحترام الناس لبعضهم، وخصوصاً، إحترام الصغير للكبير.
يُعبر عن الأدب بعدد من الطرق أهمها الألفاظ والمفردات. فالإختيار الموفق للمفردات التي تليق بالمقام والتي توصل رسائل تحتوي مضامين طيبة وتعطي الإنطباع بأن مرسلها أديب.
والألفاظ قد لا تكفي إذا لم تكن مدعمة بلغة جسد ودودة، ونبرة صوت مناسبة. كثير من المواقف المنافية للأدب يُعبر عنها بإيماءة بسيطة، مثل إبتسامة أو هزة رأس أو حركة كتفين أو يدين. وهذا يتطلب إنتباهاً ودراية لما تعنيه الحركات الإرادية والحركات اللاإرادية، وخاصة بين أبناء الثقافات المختلفة.
ما أجمل أن نحرص على التقيد بأنماط تعامل في أماكن عملنا تبقينا ضمن دائرة الأدب والمودة والتراحم، فيحترم صغيرنا الكبير، ويساعد القديم الجديد، ويدعم القوي الضعيف، ويعلم العارف من لا يعرف، وأن نبني جو أسري يسعد به الجميع ويستفيد منه الجميع.
مكان العمل يمكن أن يكون جنة للعاملين ويمكن أن يكون جحيماً لهم وعليهم، وفي كلتا الحالتين هو من صنع أيديهم.
إن للأدب قوة تذيب الصخر، والأمثلة كثيرة لمن يريد أن يتعلم ولمن يريد أن يقتدي.