جاء سقوط إنرون Enron وهي سابع شركة في أميركا بسبب عدم قيام مجلس الإدارة بواجبه، وتفشي ثقافة مبنية على إخفاء الحقائق والتغاضي عن مخالفة القوانين والتحايل نجم عنها تضخيم الأرباح من أجل تحقيق الأهداف الربعية والسنوية تبرير حصول الإدارة العليا على مكافئات عالية الحفاظ على صورة الشركة كشركة ناجحة.
كما إنخرط مجلس الإدارة ولجنة التدقيق والمدير العام والمدير المالي في منهجية الإنحراف المتمثل في إرتكاب مخالفات وتزييف بيانات، فسقطت الشركة العملاقة التي كانت توصف بأنها مستودعاً للعباقرة.
كان لدى إنرون بنية وآليات الحوكمة الرشيدة. كما كان لديها جهاز كبير لمتابعة قضايا المسئولية الإجتماعية. ولديها قوانين سلوكية خاصة
code of ethics
بحقوق الإنسان.
ولكن هذه القوانين والقواعد الأخلاقية لم يلتزم بها أحد. فتسابق المجلس والإدارة على إرتكاب جميع أنواع المخالفات. لقد قدمت إنرون نموذجاً للحوكمة السيئة حيث جارى مجلس إدارة الشركة مديرها العام ومديرها المالي وإدارتها العليا في إرتكاب مخالفات لتغطية تراجعات صغيرة، وكأنها عمليات تجميل صغيرة، ولكن النهج إتسع وإستمرت الإدارة بتزييف النجاح والمجلس يوافقها حتى إنهارت الشركة.