البطالة (3) دور مشاريع التشغيل والتدريب
 
 


لقد تم إنشاء هذه المؤسسات لغاية إعداد الشباب بتدريبهم على مهن مطلوبة بسوق العمل، ثم العمل على إيجاد فرص عمل لهم.  وبذلك تقدم خدمات جليلة للمجتمع والإقتصاد.

تتكون سلسلة التوظيف في العادة من عددٍ من الحلقات المتتابعة، التي لا ينبغي البدء بواحدة قبل تحقق التي تسبقها.  كما ينبغي التقيد بتراتبية هذه الحلقات.

وأولى هذه الحلقات هي إحداث رغبة لدى العامل المحتمل في تبوء الوظيفة الموعودة وأمتهانها بالتدرب عليها وإتخاذها وسيلة للحصول على الرزق وبالتالي التحول إلى عضو فاعل – منتج – في المجتمع، والتعامل مع هذا الوضع على أنه ترتيب دائم أو شبه دائم، أي أنه ليس ترتيباً مؤقتاً.

ويتلو هذه الحلقة التدريب والتوظيف وكا يتلو ذلك عدد من الحلقات تنفذ داخل المؤسسة؛ مثل عمليات بناء الدافعية والتوعية ودمج الموظف الجديد بالتركيبة الفكرية والثقافية والمهنية للمؤسسة مما يؤدي إلى رفع إنتاجيته وتشكيل حالة الإنتماء لديه.

تكمن المشكلة عادةً، بتقديري، بالمباشرة بالخطوة الثانية والثالثة متجاوزين الحلقة الأولى.  وهذا ما يؤدي إلى البناء على أسس ضعيفة أو غير موجودة، مما يؤدي إلى ضياع الجهود وإستثمار الوقت والجهد والمال دون الحصول على النتائج المرجوة كماً ونوعاً.

لذلك ينبغي التأكد من أن المتقدمين للبرامج التدريبية يمتلكون الرغبة الحقيقية والكافية لإمتهان المهنة الراغبين بالتدرب عليها، وهذا ممكن من خلال إجراء مقابلة للمتقدم، كما أن هناك إختبارات يمكن أن تصمم لهذه الغاية لمعرفة توجهات هؤلاء المتقدمين.  إن هذا الإجراء، لو طُبق، سينجم عنه خفض أعداد المستفيدين من هذه البرامج، مما يعطي الفرصة لتقديم خدمة أفضل لفئة الجادة الأقل عدداً، كما سيوفر جهود وأموال كانت تنفق هباءاً.

وهنا يمكن إنفاق الأموال التي تم توفيرها على برامج توعية وطنية ترسخ ثقافة العمل في أوساط الشباب وتوجههم على " إعتناق " مهنة وتعلمها والسعي للحصول على وظيفة بناء على المهارات المرتبطة بهذه المهنة بحيث يعمل على الدوام على تطوير قدراته والإرتقاء بوضعه المهني والوطيفي، مما يمكنه من تحقيق ذاته بطريقة كريمة تجعله يفتخر بها في محيطه.  وهذا كفيلٌ بزيادة عدد الجادين والراغبين فعلاً بأن يصبحوا أصحاب مهن. ينبغي إعادة النظر بوسائل قياس أداء مؤسسات التدريب والتشغيل والتركيز على تأثير برامج التدريب على المتدربين وليس على أعداد " الخريجين " منهم.  وهل تحولوا إلى أصحاب مهن يفتخرون بمهنهم بقدر ما يتقنون المهارات التقنية المتعلقة بها ؟.

 
 

 


تعليقات

1  
الاسمsoso sara 
التعليقmerciiiiiiiiiii  
   

الإسم 
البريد الإليكتروني (ليس للنشر)
التعليق
هل توافق على الانضمام لمجموعتنا البريدية؟
  أرسل

 

Counter