إن التنمية ليست نمواً وليست صناعة وليست قطاع عام، إنما هي عملية شاملة يشترك فيها المجتمع بشرائحة المختلفة وبكافة فعالياته ومؤسساته تؤدي في نهاية المطاف إلى الإرتقاء بأنماط الإنتاج والإستهلاك وثقافة العمل والتفكير والإبداع وحتى في علاقات الإنتاج والعلاقات الإجتماعية.

من هنا يجب أن يكون هناك بعداً إجتماعياً لبرامجنا التنموية بحيث يكون المجتمع مستهدفاً ومشاركاً، بحيث يكون مساهماً ومستفيداً.

ولنبدأ بتغيير أسلوب إختيارنا لمواقع المناطق الصناعية لتصبح أقرب إلى المناطق المكتظة سكانياً ( وهذا أولاً ). وثانياً إعتماد برامج توعية موجهة تنموياً تعتمد في المدارس والجامعات وتشارك فيها أجهزة الإعلام المختلفة تهدف إلى ترسيخ بعض القيم الإيجابية كالصدق والوفاء بالوعود وروح الفريق والتعاون والإنتماء وأهمية الجودة وإحترام الوقت. وثالثاً، العمل على المشاركة المتبادلة بين المؤسسات التنموية وبين مؤسسات المجتمع المحلي من خلال المشاركة في المجالس واللجان الإستشارية للطرفين، وهذا من شأنه أن يُغني كل طرف بما لدى الطرف الآخر من معارف ومهارات ويجسر الهوة القائمة.               

في الأردن لا يوجد نفط، ولكن يوجد إنسان يمكن المراهنة عليه. وأغنى دول العالم ليست نفطية.