تحليل المسببات الجذرية

وهي أداة بسيطة جداً وتستخدم لمعرفة المسبب الحقيقي لمشكلة والذي ينبغي التعامل معه من أجل التوصل إلى حل لهذه المشكلة. 

فوضع الحلول للمشاكل من أهم واجبات ووظائف الإداريين في الشركات والدوائر والمؤسسات بأنواعها.  والمشكلة لا يشترط أن تكون معضلة أو عقبة كبيرة أو مصيبة حتى يشمر المدير أو المسؤول عن ساعديه لحلها أو للتعامل معها.  فغياب عامل مشكلة والحاجة إلى شراء قطعة غيار مشكلة وتراجع الجودة مشكلة، وكل مشكلة تحتاج إلى مستوى وظيفي معين للتعامل معها والسعي إلى حلها وحسب إملاءات الوصف الوظيفي والقواعد المعمول بها في المؤسسة.

ومن أجل التوصل إلى حل ناجع ينبغي تفهم المشكلة بجمع البيانات والمعلومات ومن ثم معرفة مسبباتها الجذرية.  والسبب الجذري قد يكون سبب السبب او سبب السبب السبب إلى ما لا نهاية..

فتراجع الجودة في مصنع قد يكون بسبب تدني كفاءة العمال وتدني كفاءتهم قد تكون بسبب تراجع مهارات الفريق ( محصلة مهارات الفريق ) وقد يكون هذا بسبب تعيين عدد كبير نسبياً من العمال الجدد بدل عمال تركوا العمل.  وهذا بدوره نجم عن قرار الإدارة بالتوقف عن إيصال العمال إلى منازلهم بباصات الشركة.  هنا إتضح أن القرار هذا أدى إلى تدني كفاءة العمال وتراجع الإنتاجية.  فيكفي أن يلغى هذا القرار ليتوقف نزيف الإستقالات ليثبت عدد العمال وتتنامى كفاءاتهم تدريجياً وتعود الإنتاجية كما كانت. ( يمكن تدعيم هذا الإجراء بإجراءات أخرى لتسريع الحل ).

يسمى هذا الأسلوب والأداة المستخدمة فيه بـ " تحليل المسببات الجذرية " -  Root Cause Analysis, RCA –. ويعبر عنه بيانياً على النحو التالي:

تدني الكفاءة         تراجع المهارات       كثرة إستقالات العمال      إلغاء المواصلات.

هذه الأداة الإدارية تساعد على التوصل إلى حلول مستدامة وفعالة، فلا يستهدف أصحاب القرار المسبب الخطأ، الذي هو بدوره نتيجة – وهذا واقعياً دارج جداً. إن إنتهاج هذه الأداة يساعد على إعتياد المرء، او المؤسسة، على نهج علمي في التفكير والتحليل والتعامل مع المشاكل ووضع حلول لها، وأيضاً التمرس على التفكير التحليلي وبناء آليات موضوعية للتعامل مع المشاكل.

نديم أسـعد