من الأحاديث المفضلة لكثير من مدراءنا الشكوى عن كم هم مشغولين. كانت الأريستقراطية الأوربية تكثر الشكوى عن الضجر والملل في القرن التاسع عشر. فهل شكوانا ترفية ومراءاه ؟. أم هي انعكاس لواقع سيء نعيشه؟.
الانشغال هو خلل في طرفي المعادلة بين الوقت المتاح وحجم العمل الذي نعتقد أن علينا إنجازه. والخلل هو مؤشر إخفاق ينبغي عدم التباهي فيه ( كما يفعل البعض ).
وبدايةً غالباً ما يكون الخلل ناجم عن اعتقادنا الخاطئ بما يجب عمله. فربما كان جزء من العمل لا داعي لإنجازه من قبلنا، وربما كان جزء آخر ينبغي أن يتعامل معه شخص آخر، كما أن جزءاً ثالثاً، ربما، أُسيء توقيته، بالتقديم أو التأخير.
إن القضية تتعلق بتعاملنا مع مورد الوقت، الذي وصفه أجدادنا بأنه كالسيف " .. إن لم تقطعه قطعك "، لقد تراخينا لدرجة أن أكلتنا الجراح.
إن التحكم في الوقت قضية حضارية لها أبعاد كثيرة، في المقالات القصيرة التالية نناقش بعجالة هذه الأبعاد والجوانب عسى أن نغني القضية بما يسمح به المقام.
نديم أسـعد
[ عنوان هذه المجموعة مقتبس ]